-->

أسعار الدولار في السودان اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025.. تباين كبير بين البنوك وارتفاع في العملات الأجنبية

 

شهدت أسعار الدولار والعملات الأجنبية في السودان اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 تبايناً واسعاً بين البنوك السودانية، في مشهد يعكس حالة عدم الاستقرار المسيطرة على سوق الصرف خلال الأشهر الأخيرة. وتأتي هذه التحركات المتباينة في ظل استمرار الضغوط الاقتصادية وارتفاع الطلب على العملات الصعبة من قبل التجار والمستوردين، مقابل محدودية المعروض في الجهاز المصرفي والأسواق الموازية.

أسعار الدولار والعملات الأجنبية في السودان اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025


تذبذب أسعار الدولار اليوم في البنوك السودانية

سجّل الدولار الأمريكي اختلافاً كبيراً بين بنك وآخر، إذ جاء أدنى سعر للدولار عند 2020 جنيهاً في البنك السوداني السعودي، بينما سجّل بنك النيل أعلى سعر بلغ 2599.35 جنيهاً. أمّا بنك فيصل فقد حدّد سعر البيع عند 2569.13 جنيهاً.

هذا التباين الكبير الذي يتجاوز 570 جنيهاً بين أدنى وأعلى سعر يُعدّ من أكبر الفوارق المسجّلة خلال شهر نوفمبر، مما يشير إلى حالة من عدم التوافق في سياسة تسعير العملات داخل البنوك، وإلى اعتماد كل بنك على آلية خاصة تتناسب مع حجم طلباته وموارده من العملة الصعبة.

ويُراقب التجار والمواطنون هذه الفروقات يومياً لتحديد أفضل خيارات الشراء والتحويل، خاصة في ظل اتساع الهوة بين أسعار البنوك والأسواق الموازية.

الريال السعودي: اختلاف ملحوظ في الأسعار

يُعد الريال السعودي من أكثر العملات تداولاً في السودان بسبب ارتباطه المباشر بالسفر والتحويلات، وقد شهد اليوم أيضاً تبايناً لافتاً.

أدنى سعر للبيع: 574.27 جنيهاً — البنك السوداني السعودي

أعلى سعر للبيع: 692.15 جنيهاً — بنك النيل

هذا الفرق البالغ أكثر من 118 جنيهاً يعكس حجم الضغط على العملة السعودية داخل النظام المصرفي، خصوصاً في ظل ارتفاع معدلات السفر والتحويل الخارجي لأغراض العلاج والدراسة والعمل.

الدرهم الإماراتي: فجوة متزايدة بين البنوك

الدرهم الإماراتي أيضاً سجل فروقات كبيرة بين البنوك السودانية، حيث بلغ:

أقل سعر للبيع: 604.5 جنيهاً — البنك السوداني السعودي

أعلى سعر للبيع: 707.78 جنيهاً — بنك النيل

ويعتمد كثير من المستوردين على الدرهم الإماراتي في تعاملاتهم التجارية، خصوصاً مع الأسواق الخليجية، مما يزيد الضغط على العملة ويرفع الطلب عليها بشكل مستمر.

اليورو: أعلى فجوة سعرية في اليوم

سجّل اليورو أعلى فجوة سعرية بين العملات المدرجة اليوم، إذ تراوح سعر البيع بين:

2237.15 جنيهاً — البنك السوداني السعودي

3027.28 جنيهاً — بنك النيل

أي بفارق يقارب 800 جنيهاً، وهو فارق كبير يعكس مدى الاضطراب في تسعير العملات الأوروبية داخل الجهاز المصرفي السوداني.

هذا التباين الكبير يُربك المتعاملين، خاصة أولئك الذين يعتمدون على اليورو في مدفوعاتهم الخارجية، سواء في التجارة أو الدراسة أو التحويلات العائلية.

لماذا ترتفع أسعار العملات في السودان؟

يربط محللون اقتصاديون تذبذب أسعار العملات في السودان بعدد من العوامل المستمرة، أهمها:

1. ارتفاع الطلب على الدولار مقابل شح المعروض

زيادة الاستيراد

زيادة الطلب على التحويلات الخارجية

ندرة النقد الأجنبي داخل البنوك

2. ضعف تدفق الموارد من الصادرات

خاصة الصادرات الزراعية والذهبية التي كان يُفترض أن توفر جزءاً كبيراً من احتياطي النقد الأجنبي.

3. توسع السوق الموازي

في ظل ضعف وفرة العملات داخل الجهاز المصرفي، يلجأ كثير من المتعاملين للسوق الموازي، مما يزيد الضغط على الأسعار.

4. التغيرات السياسية والاقتصادية

وهي عامل رئيسي في تحركات سعر الصرف خلال السنوات الأخيرة.

كيف يتعامل المواطنون مع اختلاف الأسعار بين البنوك؟

بات المواطن السوداني، سواء أكان تاجراً أم موظفاً أم طالباً، يتابع أسعار الدولار والريال والدرهم لحظة بلحظة عبر المواقع الإخبارية وصفحات البنوك. ويعتمد الكثيرون على المقارنة بين البنوك لاختيار أفضل سعر للتحويل أو الشراء، خصوصاً في الأيام التي تشهد تذبذباً كبيراً.

وتشير متابعة المواقع الإخبارية إلى أن المواطنين يتجهون عادة نحو البنوك التي تقدم أسعاراً أعلى عند بيع العملات الأجنبية، بينما يفضل المستوردون البنوك الأقل سعراً عند الشراء.

توقعات الخبراء لتحركات الأسعار خلال الأيام القادمة

بحسب توقعات محللين اقتصاديين، من المرجح استمرار التذبذب في أسعار العملات خلال الأسبوع الجاري، وذلك لعدة أسباب أبرزها:

  • ارتفاع الطلب على الدولار من الشركات والمستوردين
  • استمرار الضغط على الجنيه بسبب نقص السيولة
  • اختلاف سياسات البنوك في تحديد السعر
  • اتساع الفجوة بين البنوك والسوق الموازي

ويتوقع الخبراء أن تستمر حالة عدم الاستقرار ما لم يتم اتخاذ إجراءات واضحة لزيادة موارد النقد الأجنبي وتحقيق الانسجام في سياسات الصرف.