شرح أثر علم المعاني في بلاغة الكلام

 

شرح أثر علم المعاني في بلاغة  الكلام


بلاغة علم المعاني تتلخص في امرين :


الامر الاول مطابقة الكلام لحال السامع والمواطن التي يقال فيها الكلام. ومطابقة الكلام لجال السامع تأتى من ثلاثة اوجه هي :

١/ مطابقة الكلام لحال السمع من حيث خلو ذهنه وتردده وانكاره :

الشخص الذي يلقى اليه الكلام أو الخبر اما ان يكون خالي الذهن عن الخبر الذي يلقى اليه ، وفي هذه الحالة يلقى اليه الخبر خالي من ادوات التوكيد مثل قولنا :  مات خالد لمن لايعرف خالد فالقينا اليه الخبر خالي من ادوات التوكيد ، وفي هذه الحالة يسمى ضرب الخبر ابتدائيا .

اما المتردد في قبول الخبر يؤكد له الخبر باداة واحدة حتى نزيل هذا التردد مثل قولنا : قد مات خالد ، فأكدنا الخبر باداة واحده وهي (قد) ويسمى ضرب الخبر في هذه الحالة طلبي . 

اما المنكر لقبول الخبر يستحسن ان نؤكد له الخبر بأكثر من اداة حسب قوة انكاره ، مثل قولنا : والله لقد مات خالد .لمن له علاقة بخالد وفارقه منذ لحظات فاكدنا له الخبر بأكثر من اداة وهي ( القسم وقد ولام القسم ) وفي هذه الحالة يسمى ضرب الخبر انكاري. 

ادوات التوكيد :

ادوات التوكيد كثيره منها : قد ، القسم بأنواعه،  لام القسم. لام الابتداء،  نونا التوكيد ، حروف الجر الذائده ، إلا،  اما ، امّا وانّ، وأنّ وغيرها من ادوات التوكيد .

اضرب الخبر أو انواع الخبر :

للخبر ثلاثة اضرب : ابتدائي اذا كان خالي من ادوات التوكيد ، وطلبي اذا كان مؤكد باداة واحدة ، وانكاري اذا كان مؤكد بأكثر من أداة.

٢/ مطابقة الكلام لحال السامع من حيث قدرته على الفهم ونصيبه من اللغة.

فالانسان الذي فهم بسيط ونصيبه من اللغة بسيط يلقى اليه الكلام على حسب فهمه ، مثل  قول بشار بن برد في جارته التى كانت تجمع له البض الذي يحب اكله :

ربابة ربة البيت.      تصب الخل في الزيت

لها عشرة دجاجات.   وديك حسن الصوت

فهاجمه النقاد في قوله هذا فقالوا له انك تأتي الشئ الهجين مرة تقول :

اذا ما غضبنا غضبة مضرية. 

            هتكنا حجاب الشمس أو تمطر دما

ومرة تقول ربابه وزيت وخل ، انك لتأتي بالهجين،  قال لهم بشار ما قلته في ربابة عندها أفضل من قول امرؤ القيس :

قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل 

                    بسقط اللواء بين الدخول فحومل 

لانها تفهم ذالك الكلام البسيط الذي قلته فيها ولا تفهم قول امرؤ القيس . فلقد راعى بشار قدرة الجارية على الفهم ونصيبها من اللغة ولذالك كن كلامه بليغا.

٣/ مطابقة الكلام لحال السامع من حيث حاجته للايجاز أو  الاطناب:

بعض الناس يفهم بالاشارة لايحتاج الى تطويل في الكلام والبعض الاخر لكي يفهمك لابد من ان تطيل له الكلام ، هذا

ما راعاه القرآن الكريم حين يخاطب القرآن المؤمنين نجده يوجز الكلام ، اما اذا خاطب الكفار يطيل الحديث كما في سورة البقرة لانهم معاندين ومكابرين .

ومن الاشياء التي يهتم بها علم المعاني حتى يكون الكلام بليغا ان يكون الكلام مطابق للمواطن الذي يقال فيه ، فلكل مقام مقال ولكل مقالومقام .

الامر الثاني في بلاغة علم المعاني :

دراسة ما يستفاد من الكلام ضمنا بمعونة القرائن،  حيث يخبرك علم المعاني ان الخبر له غرض اساسى وبجانب هذا الغرض هنالك أغراض تفهم من سياق الكلام ، والأمر والنهي والاستفهام بجانب أغراضهم الحقيقة لهم أغراض تفهم من سياق الكلام. 







الخلاصة :

بلاغة علم المعاني تتلخص في امرين:

١/ مطابقة الكلام لحال السامع والمواطن التي يقال فيها 

٢/ دراسة ما يستفاد من الكلام ضمنا بمعونة القرائن. 

مطابقة الكلام لحال السامع تأتى من ثلاثة اوجه:

١/ من حيث خلو ذهنه وتردده وانكاره 

٢/ من حيث قدرته على الفهم ونصيبه من اللغة 

٣/من حيث حوجته للايجاز أو الاطناب 

اضرب الخر ثلاثة :

١/ ابتدائي اذا كان خالي من ادوات التوكيد .

٢/طلبي اذا كان مؤكد بأداة واحدة .

انكاري اذا كان مؤكد بأكثر من أداة. 

ينبع

اليوم الثلاثاء ٣٠ مايو  ٢٠٢٣

إلى اللقاء في درس قادم ان شاءالله 

مع تحياتي استاذ عبدالعظيم محمد حسب الرسول 

والسلام عليكم ورحمه الله تعالى وبركاته 


تعليقات